تعلم طريقة التعلم
هل فكرت يومًا في زيادة انتاجيتك الدراسية؟ فالتعلم لا يجب أنّ يكون أوراقًا نسطر عليها كلماتنا لنطبعها في عقولنا فيما بعد، بل هو عمليةٌ متكاملةٌ من البحث عن الطريقة الأمثل لاكتساب هذه المعلومات وتوظيفها لتجعله قادرًا على المضي قدمًا لاكتساب مهارةٍ جديدةٍ أو تطوير ذاته الإنسانية.
من هنا، يمكننا القول أن تخصيص الوقت الكافي لتحسين المهارات العلمية، يضمن التطور والتحسن في أي مجالٍ آخر. لتدارك هذا الخطأ ولتحسين جودة التعليم، نقدم لكم حفنةً من النصائح المثبتة علميًا لنتعلم طريقة التعلم:
- 1. اصنع رابطًا بين ما تعلمته وما تعرفه:
عند تلقي معلومة جديدة، أحرص على ربطها بمعارفك السابقة بحيث تصبح قادرًا على تعلم معلومةٍ جديدةٍ حيث أنّ هذا يجعل عملية التعلم أسهل وأسرع فمثلًا استخدام التشابيه ومقاربة الأشياء بما يعرفه الفرد هو أحد أكثر الطرق رواجًا لدى المعلمين العظماء لشرح ما يريدون ايصاله.
- 2. ادعم التعلم الخاص بك
يستند تعلم الأشياء الجديدة إلى أمورٍ نعرفها بالأساس، حيث نبدأ بالمعارف البسيطة ثم نضيف إليها ما نتعلمه من معارف جديدة، فمثلًا، يتعلم الطفل المشي قبل تعلم الركض، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأمر قد يبدو واضحاً، إلا أنَّنا غالباً ما نرغب في المضي قدماً دون وجود أساس نبني عليه. ترتبط هذه الفكرة بسابقتها، فمن خلال متابعة عملية التقدم، أنت توظف معلوماتك في دعم ما تتلقاه من معلوماتٍ جديدةٍ، بحيث يجب أن تكون عملية التعلم من المفاهيم العامة إلى المحددة والبسيطة وبعدها إلى العمليات المعقدة، كتعلم الأرقام وبعدها العمليات الحسابية البسيطة ومن ثم الانتقال إلى عملية الضرب وجداول الضرب ليصل أخيرًا إلى العمليات الرياضية المعقدة والخوارزميات.
- 3. استخدم طريقة مناسبة للتعلم:
يصنف العلماء طرائق تلقي المعلومات إلى أربع فئات:
- الملاحظة (مراقبة شخصٍ ما أثناء القيام بما نريد تعلمه)
- المحاكاة (التتبع)
- الشرح (الاستماع إلى التعليمات أو قراءتها)
- التجريب
تغير فعالية هذه الفئات وفق ما نحاول تعلمه، فمثلًا لا يكفي في مجال علوم الحياة والكيمياء الشرح أو الملاحظة بل يجب التجريب لترسيخ النظريات ومدى فعاليتها في عقولنا، أما في حالاتٍ أخرى، مثل علم التاريخ والفلسفة، فإن الشرح المقدم عبر المدرسة، أو المدونات الصوتية أو الكتب هو الخيار الأمثل. بهدف الوصول إلى الكمال في التعليم، يجب أن نحاول الجمع بين الطرائق التعلم كافةً ليسهل علينا فهم وترسيخ المكتسبات الجديدة.
- 4. مارس عملية استرداد المعلومات:
عملية استرداد المعلومات أو الاختبار، الذي عادةً يكون على شكل امتحاناتٍ أو فحوصاتٍ أو قد يكون على شكل شرح ما تلقيناه من معلوماتٍ لشخصٍ آخر أو مراجعة المعلومات في أذهاننا. الهدف من هذا هو أنّ نسترد المعلومات من ذاكرتنا. تسمى هذه الاستراتيجية حسب علم النفس بالصعوبة المرغوبة حيث أن استرداد المعلومة هو تحدي للعقل البشري.
تساعدنا ممارسة استرداد المعلومات بطريقتين رئيستين، فهي تعزز الجهد الذي نبذله في عملية استرداد المعلومات التي نعرفها، كما ويبين اختبار المعرفة المعلومات التي نعرفها جيداً وما هي المعلومات التي تحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة. هنا، لا نختبر أنفسنا للحصول على درجةٍ بل لتحسين ما هو بحوزتنا من علمٍ.
- 5. استخدِم استراتيجية التكرار المتباعد:
يقوم مبدأ التكرار المتباعد على منح أنفسنا الوقت بين جلسات الدراسة بدلًا من الدراسة المكثفة في فترة زمنية قصيرة، وهو الامر الذي أكدت على فعاليته البحوث العلمية لما يوفره من توازنٍ في تلقي المعلومات وتوظيفها.
يتطلب التعلم الفعال الدراسة بتركيز لفترة من الزمن، تليها فترة ترسيخ المعلومات، كما يتطلب الأمر النسيان المعتدل، فعندما ندرس بصورة مكثفة نتلقى المعلومات بسرعةٍ، إلا أنها تتلاشى بالسرعة نفسها.
لذلك، عندما نستخدم التكرار المتباعد، فإننا نمنح أنفسنا الوقت الكافي بين جلسات الدراسة، وهو ما يساعدنا لاحقًا في مواعيد الاختبارات أو عند مراجعة ما تعلمناه، فسنعرف عندها المعلومات التي استوعبناها وما لم نستوعبه ويحتاج إلى المزيد من الدراسة.
- 6. المشاركة والبحث عن منتورز (Mentors):
المنتورز هم الممارسون أو المعلمون المتمرسون في الميادين المختلفة، حيث أنّ الانخراط وإياهم يساعد المبتدئين ويوضح لهم طريقة التعلم عبر تقديم تجربة غنية فيما يتعلق بالأمور المجدية وغير المجدية. إن محاولة القيام بالأمور لوحدنا دون توجيهٍ تجعل تعلمنا بطيئًا، فإذا أردنا الاستفادة من وقتنا وطاقاتنا في تعلم مهارةٍ تتعلق بعملنا، يجب العودة إلى أصحاب الخبرة في هذا المجال.
من هنا، يمكننا القول أيضًا أن الانخراط في مجموعاتٍ دراسية وعمليات الدراسة الجماعية تساعد الأفراد على تطوير قدراتهم في العصف الذهني واكتساب طرائق جديدة لفهم المعلومة، إلى جانب تطوير مهارة العمل الجماعي والتعاون.