موقع متخصص بالشأن التربوي اللبناني

كيف تعزز قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة؟

الثلاثاء 10 أيلول 2024

القرار هو السبيل لبلوغ الأهداف. وبالرغم من الارتباط الوثيق بين حل المشكلات واتخاذ القرارات، إلا أنهما ليسا مترادفين، فاتخاذ القرارات لا يعني أن هناك مشكلة والعكس غير صحيح، فاذا وجدت مشكلة وجد قرار متخذ، وإلا تحولت هذه المشكلة إلى كارثة.

تتنوع القرارات بحسب الموقف والأشخاص والزمن، فكل موقف يجب أن يكون له قرار خاص به سواء كان طويل أو قصير الأجل، واتخاذ القرارات يعني تحمل المسؤولية من قبل صاحبها.

معظم الأحيان يؤدي اتخاذ القرار الخاطئ إلى الإحباط، وتبديد المال، وانخفاض المعنويات، لذا يجب التأكد من القيام بالخطوات الصحيحة ومنها:

  1. حدد هدفك

قبل أن تبدأ في التفكير في الخيارات المتاحة، لا بد أن تعرف بداية ما هو الهدف من هذا القرار والتفكير في أهميته بالنسبة لك والنتائج التي سوف تجنيها منه.

إن تحديد الأهداف هو نقطة الانطلاق لاتخاذ القرارات الصائب وقد تكون الأهداف إما إجمالية والتي يتم بلوغها على المدى البعيد، أو فورية فيتم بلوغها من خلال اتخاذ قرار محدد في مدة زمنية محددة.

  1. اجمع المعلومات اللازمة

الخطوة التالية في عملية اتخاذ القرار هي جمع المعلومات وتساعدك هذه الخطوة في بلوغ الأهداف المحددة، ويجب أن تكون المعلومات

  • ذات صلة وارتباط بالموضوع.
  • دقيقة فإن قوة القرار تنبع من دقة المعلومات التي ارتكز عليها.
  • حادثة في الوقت المناسب، أي أن تصل إلى صاحب القرار قبل اتخاذه.
  1. حدد الخيارات المتاحة

عند اتخاذك القرار قد تميل إلى الخيار الأكثر سهولة ووضوحاً، ولكن الحل الأمثل قد لا يكون بارزاً أمامك في كل الأحوال، لذا عليك أن تتعلم الغوص وراء الأمور لاكتشاف الحلول المثلى بطرق وأفكار مبتكرة. فعند البحث عن الخيارات لأي قرار عقلك سيقع في شرك الأفكار الثابتة، لذا أطلق العنان لعقلك ليسبح في الخيال الواسع لإيجاد الخيارات الملائمة لقرارك.

  1. نظم عقلك

تعتمد تقنية تنظيم العقل على البحث العلمي للدماغ، والذي يربط المعلومات بالصور والكلمات والألوان بالأفكار. وتشمل هذه التقنية جهتي الدماغ الجهة اليسرى المنطقية، والجهة اليمنى التخيلية. إن هذه الطريقة تسمح لدماغك باستيعاب مجموعة كاملة من المعلومات المترابطة فيما بينها، مستعملة الصور والألوان لإضفاء الإبداع الحيوي على عملية اتخاذ القرار.

  1. قيّم خياراتك

هذه المرحلة هي أهم مراحل اتخاذ القرار، وهي تقييم الخيارات المتاحة ومن ثم اختيار الخيار الأفضل من بين الخيارات العديدة التي أنشأتها وقيمتها، هناك عدة تقنيات تساعدك على ذلك منها:

  • ذكر الفوائد والمحاسن والعوائق والمساوئ لكل خيار، ومن ثم اختيار الخيار الأكثر عدداً من الفوائد.
  • الإجماع، ونحصل على هذه الطريقة عبر التواصل مع المعنيين بالقرار حتى التوصل إلى قرار مجمع ومتفق عليه
  • التصويت، تأتي هذه الطريقة عندما يصعب التوصل إلى إجماع لقرار محدد، بشرط أن يلتزم الجميع بنتيجة التصويت.
  • التفاوض هو طريقة للتوصل إلى تسوية أو نتيجة يمكن اعتمادها عند قبول الأطراف المتفاوضة لها. فالتفاوض يعني أن كلا الفريقين يشعر بالفوز وتحقيق مكاسب له.
  1. اتخذ القرار وراقب

لا يعني اتخاذ القرار انتهاء العملية؛ بل عليك التأكد من أن الأمور تجري كما توقعت، وذلك بمراقبة آثار القرار بعد تنفيذه، فهذا يتيح لك فرصة التعلم من أخطائك، فقوى اتخاذ القرار تزداد مع الخبرة والممارسة الفعالة.

إذا تبين لك أن القرار الذي اتخذته خطأ، فلا يجب أن تلم نفسك؛ فكلنا معرضون لاتخاذ قرارات خاطئة في بعض الأحيان، لكن كن مستعداً للاعتراف بالخطأ والاستعداد لتغيير القرار إذا لم يفلح.

اتخاذ القرارات هو جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن خلال تبني منهجية مدروسة واتباع الخطوات المناسبة، يمكنك تحسين قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة وتحقيق النجاح في حياتك. لا تخش طلب المساعدة والنصيحة ممن حولك، فتحمل المسؤولية مهمة صعبة، لذلك عليك البحث عن الأشخاص القادرين على دعمك حين تسير الأمور في المسار الخطأ. وتذكر أن التحليل الجيد، الثقة بالنفس، والتعلم المستمر هي الأساسيات لاتخاذ أي قرارا.