عادةً ما يرافق النشاط مراحل الطفولة فيكون الطفل مليئًا بالحياة لكن أحيانًا يصبح النشاط الزائد علامة يجب الالتفات لها بسبب ما تحمله من مؤشرات مرتبطة بفرط الحركة، هنا يجدر بنا التمييز بين «النشاط الزائد» و«فرط الحركة». فلا يمكننا تصنيف النشاط الزائد كاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) إذا ما كان محصورًا في بيئة واحدة.
تظهر أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط على الأطفال في مراحل الطفولة الأولى بين 3 و6 سنوات حتى سن البلوغ وهو أكثر شيوعًا لدى الذكور من الإناث. وينقسم الاضطراب الى شقين؛ هما قصور الانتباه وفرط الحركة وقد يغلب أحدهما الآخر في العوارض الظاهرة والعلامات الواضحة ولا يعني هذا أنّ الآخر غير ظاهر بل يمكن ملاحظته بسهولة.
أمّا العلامات التي تظهر على الطفل في بيئات مختلفة وتدل على إصابته بفرط الحركة والتي يجب أنّ تستمر لمدة 6 أشهر متواصلة على الأقل ومنها:
• لا يجلس الطفل في مكانٍ واحد ويتحرك سواء في الجلوس أو الوقوف
• يتحدث كثيرًا ويبالغ في مقاطعة الآخرين أثناء الحديث
• لا يلتزم بقوانين الألعاب والأنشطة الحركية
• لا يقدر على التركيز في النشاطات والمهام المطلوبة منه لمدة كافية
• يصاب بالإحباط
• يواجه صعوبة في التعبير عن مشاعره
للتعامل بشكلٍ سليمٍ مع اضطراب فرط الحركة، يجب على الوالدين فهم طبيعة المرض والتعامل مع أطفالهم المصابين بهذا الاضطراب وقد أثبتت الدراسات أنّ الأطفال الذين يغلب علي سلوكهم النمط العدواني يميل أباءهم إلي معاملتهم بقسوة، وأن هؤلاء الأطفال يفتقدون إلى الحنان والعطف من جانب والديهم.
فالتعامل مع الطفل بشكلٍ صحيٍّ يخفف من حدة المرض والمشكلات التي يعاني منها المصابون بالاضطراب، وهنا بعض النصائح للتعامل مع الطفل الذّي يعاني من ADHD:
1. فهم المرض وتقبله:
أهم خطوة للتعامل مع الطفل المصاب نقص الانتباه وفهم الحركة في فهم طبيعة المرض والأساسيات التي يجب انّ يكتسبوها بحيث يجب انّ يفهم الأهل أنّ اندفاعية وفرط النشاط الحركي وعدم التركيز لديه لا تكون عن قصد وبالتالي يجب عدم استخدام أساليب العقاب القاسية أو النقد اللاذع.
2. تأمين المساحة اللازمة للطفل لتفريغ طاقته:
يخزن طفل الاضطراب طاقة عالية وعليه يجب أنّ يفرغها من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية كالركض وكرة القدم وملاكمة، وفي حال عدم قدرة الاهل على تأمين أنشطة كهذه، يمكنهم تخصيص مساحة أو غرفة للطفل في المنزل لكي يفرغ طاقته العالية دون محاسبته. كما ويجب السماح له باللعب مع أقرانه تحت سيطرتهم ولكن دون أيّ نقد.
3. الاهتمام بغذاء الطفل:
يجب الاهتمام بغذاء الطفل وعدم الاسراف في تناول المنبهات والمشروبات الغازية والسكر، لانّ هذه الأطعمة تحفز زيادة الحركة لكنها ليست السبب في اضطراب فرط الحركة بل هي من العوامل التي تزيد من حدّة الاضطراب.
4. مساعدة الطفل على تنمية الانتباه والتركيز:
من خلال الألعاب كمطابقة الصور والأحجية وتركيب المكعبات والبازل والمتاهة والبحث عن الكنز وغيرها من الألعاب التي تساعد الطفل على التركيز لمدة أطول ولا تحتاج الى نشاط حركي. كما وأنّ الحديث مع الطفل وتبادل القصص معه وسماع قصصه مهمٌ جدًا في زيادة فترة التركيز لديه والدقة التي يعتمدها في تفصيل الأحداث.
5. الاستعانة بمختصين:
يجب استشارة المختصين فيما يتعلق بحالة الطفل وعدم الاستماع الى آراء غير المختصين التي قدد تتجاهل جدية التعامل مع الموقف أو مثلًا التسخيف من المشكلة، لذلك من الضروري الاهتمام والاستماع الى إرشادات الطبيب المختص والالتزام بالتعاليم التي ينصح بها والعمل بها للتخفيف من عوارض الاضطراب.
6. لا تتسرع بإعطائه الأدوية:
تساعد الأدوية الأطفال على موازنة الدماغ وهي ضرورية في بعض الحالات، لكن كثرة هذا النوع من الأدوية قد يؤدي الى آثارٍ جانبية كبيرة على الطفل، فلا يجب أنّ تكون الحل الأول. فإنّ لم تنجح محاولات تعديل السلوك على فترة زمنية طويلة، ينصح إذًا المختص باللجوء الى الأدوية بكميات يحددها حسب حاجة الطفل.