موقع متخصص بالشأن التربوي اللبناني

خطوات تجعل طفلك قادرًا على مواجهة التنمر

الخميس 31 آب 2023

صنفت منظمة اليونيسيف «التنمر» كإحدى أشكال العنف التي يتعرض لها الأطفال والذّي قد يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال على طفلٍ آخر بهدف مضايقاته وإزعاجه، وقد يأخذ التنمر أشكالًا مختلفة بحيث لا يكون محصورًا بعملٍ واحد فيكون مثلًا على شكل نشر الشائعات أو السخرية من شكل الطفل ومهاجمته لفظيًا وبدنيًا.

هذا ما يجعل التنمر نتاج عادات سلوكية خاطئة وتربية ناقصة من قبل الأهل، فالدراسات أثبتت أنّ الأطفال المتنمرين يعانون من مشاكل عائلية أكثر من غيرهم ويستخدمون التنمر كآداة للتخلص من التوتر في منازلهم وزيادة جرعة الثقة بالنفس التي خسروها بسبب معاملة الأهل في بيوتهم كما أنّ حب الظهور لديهم يدفعهم للاستهزاء بغيرهم.

أما على المتنمر عليه، فالكثير من الآثار النفسية يتركها التنمر في نفس الطفل الصغير والتي قد تنعكس على علاقته بأهله والعائلة من جهة وعلى مردوده الدراسي وعلاقاته في المدرسة من جهة أخرى. هذا لأن ثقته بنفسه وبمن هم حوله تصبح هشةً ولأنّه سيكره الذهاب الى الأماكن التي يتعرض فيها للتنمر كالمدرسة والبيت وأماكن اللعب مع أقرانه.

هذا التنمر يعكس أثرًا نفسيًا أكثر من الجسدي حيث ينعكس على نفسية الطفل وتفاعله مع الآخرين وأكثر ما يضربه التنمر هو ثقة الطفل بنفسه وهي الضرورية للأطفال فالاضطرابات النفسية التي يخلفها التنمر لا يمكن الاستهانة بها.

هكذا يتردد سؤالٌ في ذهن الأهل: كيف أعلم طفلي أنّ يواجه التنمر؟

من الضروري أنّ نعلم أطفالنا مواجهة التنمر حتى لا يؤثر على عملية بناء الشخصية لديهم ما قد ينعكس جليًا على تصرفاتهم في المراحل العمرية اللاحقة وعلى صحتهم النفسية وأكثر ما قد يكسره التنمر هو الثقة بالنفس على المدى الطويل لا القصير فقط.

اليكم بعض الخطوات الضرورية التي يجب أنّ يتعلمها الطفل ليكون قادرًا على مواجهة التنمر:

  • الابتعاد عن الطفل المتنمر وعدم الاختلاط معه:

يجب أولّا أنّ يتعلم الطفل تمييز المتنمر من خلال تصرفاته، وهذا كي يستطيع التعامل معه وتجنب الاختلاط معه كي لا يسبب الضرر لنفسه.

  • تعليم الطفل كيف يختار صديقًا جيدًا:

من أهم الأشياء التي يجب أنّ تعلمها لطفلك هي ضرورة اختيار الزملاء الذّين سيقضي معهم غالبية وقته المدرسي لأنّ طباعهم وتصرفاهم ستؤثر بشكلٍ غير مباشر على شخصيته وتعامله مع المحيط في منزله وفي المدرسة وفي الأماكن التي يذهب اليها.

  • تعزيز ثقة الطفل بنفسه:

من أهم العوامل التي تساهم في مواجهة التنمر والعنف اللفظي الذّي قد يتعرض له الطفل هي أنّ يكون واثقًا بنفسه، فالثقة بالنفس تمنحه الشعور بالانطلاقة والأمان العاطفي والشخصي حيث أنّ التعليقات التي قد يتلقاها لن تؤثر على صحته النفسية فالخطوة الأولى لسلامة الصحة النفسية والعقلية.

  • التعامل مع الطفل بسلاسة:

من الضروري أنّ يصبح الطفل صديق أهله منذ المراحل العمرية الأولى والتي يكون الطفل فيها بحاجة الى الإحساس بوجود الأهل الدائم فوجود الأهل بجانب الطفل دائمًا يساعده على الإحساس أنّه مهم وغير مهمش ويجعله أكثر انفتاحًا للإخبار أهله ما يحدث معه أثناء غيابهم.

  • علم طفلك الطرق للدفاع عن النفس:

من الضروري أنّ يتعلم الطفل طرق الدفاع عن النفس إمّا لفظيًا أو جسديًا ليتصدى للمضايقات التي قد تحدث معه من الكبار والصغار لناحية الأذى اللفظي أو الجسدي أو الألقاب السخيفة التي قد يطلقها المتنمرون.