موقع متخصص بالشأن التربوي اللبناني

ثقافة التوعية ضد المخدرات في المدارس

الجمعة 16 حزيران 2023

تلعب المدرسة دورًا مهمًا، داخل وخارج جدران غرفة الصف، في تجنب مخاطر الكحول وغيرها من أنواع المخدرات المؤذية، وبالإضافة الى أنّه من الضروري إدراج ثقافة التوعية ضد المخدرات في مناهج التعليم، وهو أقل ما يمكن للمدرسة أنّ تفعله.
التعليم لا يكون فقط في غرفة الصف.
فثقافة المدرسة والمرحلة التي يعيشها الشباب في المدرسة يمكنها كذلك أنّ تكوّن عوامل حماية مهمة ضد أخطار الكحول والمخدرات.
لماذا تعتبر الحياة المدرسية مؤثرةً جدًا؟
الحضور الى المدرسة هو جزءٌ أساسي من حياة الشباب، بما أنّه يقضي ربع يومه في المدرسة خلال أيام الأسبوع، وأكثر من ذلك إذا كان الطفل منخرطًا في أنشطة إضافية ضمن المنهج.
حيث أنّ التجربة الإيجابية للطالب في المدرسة لا تعني فقط تلقي تعليم أكاديمي ذو جودة عالية، وهو أيضًا يعني الانتماء الى مجتمع يتغنى ببيئة دافئة ومتضامنة ومشجعة.
فالمدرسة هي مكان للقاء أناس جدد وتشكيل صداقات جديدة وانشاء دوائر اجتماعية واكتشاف مهارات ونشاطات جديدة.
اتباع منهج «المدرسة بأكملها»
يتبع منهج «المدرسة بأكملها» وجهة نظر شاملة، ترى أنّ صحة التلميذ وسلامته هما نتيجة لعوامل معقدة ومتداخلة في المحيط المدرسي. فالتعلم الاجتماعي المستدام يحدث خارج جدران الصف.
انشاء روابط اجتماعية جيدة مع الأقران والمعلمين والمدربين الرياضيين وباقي الموظفين كالمستشارين والممرضين، يمكن أنّ يؤثر على نمو الطفل.
فالإحساس بالانتماء والصلة مع المدرسة، بالإضافة الى إيجاد أمثلة عليا جيدة يساعدان على حماية الأطفال من مخاطر المخدرات والكحول. وهكذا، فإنّ بيئة مدرسيّة صحية تؤثر إيجابيًا على التلاميذ، حيث أنّها تحد من ظاهرة التنمر وتزيد نشاطهم الجسدي الفعال.
منهج «المدرسة بأكملها» يتضمن السياسات والخطط لإدارة أيّ حوادث متعلقة بالمخدرات والكحول، كما وأنّ انشاء ووضع بروتوكولات واضحة يؤمن فهم كلِّ فردٍ لمهمته والسلوك المتوقع منه، عبر تأكيد دور المدرسة في الحماية من الخطر.
يعمل هذا المنهج بالتوازي مع واقع التوعية ضد المخدرات في غرفة الصف.
التوعية ضد المخدرات في غرفة الصف
تركز ثقافة التوعية ضد المخدرات على التأثير في قيم وأساليب ومعرفة ومهارات التلاميذ، وهو ما يجعلهم مؤهلين للقيام بخيارات أكثر صحية فيما يخص الكحول وغيرها من المخدرات.
هناك أسسٌ تقود ثقافة التوعية ضد المخدرات، وعليه يجب أنّ تكون:
• وقتية؛ وعليه يتلقى الطلاب معلوماتٍ دقيقة ويطوروّن المهارات قبل أنّ يحتاجوها
• تدرّس عبر معلمين يتمتعون بالأهلية بتطور كفائي مهني لدعم عملهم في هذا السياق
• تفاعلية تشمل الطلاب الذّين يطورون مهارات صنع القرار والحزم
• دقيقة وقريبة من الواقع، ومن ضمنها المعلومات حول كيفية استعمال الشباب للكحول والمخدرات.
يحتاج الشباب الى التنوير فيما يخص الوقائع حول استخدام المخدرات، لكيلا يعتقدوا أنّ «الجميع يقوم بهذا»، فواقعًا هذا ليس حقيقي.
إجمالًا، معدلات الكحول والمخدرات التي يستعملها الشباب في خطٍ تنازلي.
فيجب أنّ تركز الدروس على أنواع المخدرات المتوفرة بشكلٍ كبيرٍ لفئة الشباب وهي الكحول والتبغ والحشيش.
وهناك كذلك بعض المناهج التعليمية الغير محبذة مثل:
• اعتماد اسلوب المحاضرات في الحصص دون والّي يغيب عنه التفاعل الطلابي
• عروض لا علاقة لها بالمنهج التربوي
• تكتيكات التخويف والتي تولد مواقف عبثية أو تهول الخطر المحتمل.
يجب على المعلمين توخي الحذر لكيلا يزينوا من غير قصد أو يقدموا تعاطي المخدرات والكحول على أنّه مغامرة مثيرة، حتى وإنّ كانت مخيفة.
من الأفضل تجنب استخدام لغة أو صور توصم الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، كوصف المتعاطين «بالقذارة» أو عرض صور متطرفة لأشخاص ربما تعاطوا المخدرات. فربما للطلاب أحد أفراد الأسرة الذين عانوا من الاعتماد أو قد يحتاجون إلى المساعدة بأنفسهم، فوصم تعاطي المخدرات مما يشعرهم بالخجل الشديد من طلب الدعم.
حدود ثقافة التوعية ضد المخدرات
في حين أن التثقيف في مجال المخدرات في المدارس مهم، إلا أنه أثره محدودٌ للغاية.
وللتثقيف القائم على الأدلة في مجال المخدرات دورٌ في منع أو تأخير تعاطي الشباب للكحول وغيره من المخدرات. كلما حدث هذا الاستخدام لاحقًا وكلما قل تكراره، كان من المحتمل أن تكون النتائج الصحية للفرد أفضل.
ومع ذلك، فإنّ التعليم وحده لن يتغلب على تأثير وسائل الإعلام والإعلان والموسيقى والمؤثرين عبر الإنترنت وضغوط الأقران أو الضغوط الاجتماعية.
مع الكحول، وهو مخدر قانوني، يتعرض الشباب للإعلانات الذكية أثناء الرياضة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال اللوحات الإعلانية الخارجية وإعلانات النقل.
على الرغم من أنه من غير المرجح أن يمنع التثقيف في مجال المخدرات كل شاب من تعاطي الكحول أو المخدرات الأخرى، فكلما أخرناه في الحياة وكلما قل تواتره، كان من المحتمل أن تكون النتائج الصحية أفضل.
ولا يزال تأخير تعاطي المخدرات والحد منه، فضلا عن الوقاية التامة منه، هدفًا صحيًا يستحق العناء.
على الرغم من أن المعلومات ليست كافية، إلا أنها لا تزال مهمة، ولكل شاب الحق في معرفة الحقائق.