يوسف عيد وقع «تموزيون لكن شعراء» في الرابطة الثقافية- طرابلس برعاية وزارة الثقافة
الثلاثاء 7 تشرين الثاني 2023

وقّع الدكتور يوسف عيد كتابه الجديد «تموزيون لكن شعراء» في احتفال نظمه «منتدى شاعر الكورة الخضراء عبدالله شحاده الثقافي»، ناشر الكتاب، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ممثلا بالمحامي شوقي ساسين في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية –طرابلس.
قدم الحفل الدكتور جان توما مستهلا التقديم بالقول: «يأتي الكتاب مذكرًا بالأصول الشعرية الإبداعية في عصر تدنت فيه مقاييس الجمال. الشعر تجربة لا تقوم به شاشة أو فسبكة أو واتسابة. الشعر وجه وشعور لا انعكاس وجهك في شاشة ولا برودة في أزرار الكترونية، بل جلجلة نبض ورفّة عين ودقة قلب سريعة وهذيان باسم من أحبّ».
الكلمة الأولى كانت للدكتورة ربى سابا حبيب مما جاء فيها:«هو الكاتب والأكاديمي والمربي الساعي إلى استثمار مخزونه المعرفي أفكارًا وأفعالًا وتراكم ذكريات عميقة آتية من أرض كورتنا الغنيّة، يعيشها بطلًا وشاهدًا يصوغ بحذاقة الحرّيف حواره الذاتي مع شعرائه فيظلّ حاضرًا في نصّه النقدي كي يلتقط تجليّات الشاعرية. عند قراءة يوسف عيد في «تموزيون لكن شعراء» تنعم بالانفعال الجمالي بالنص وباختراقه المألوف وفي إحلال روحه ودمه والأعصاب في أنفاس الكلم».
بعد ذلك، تحدث ديزيريه سقّال ومما قال: «يحاول الدكتور يوسف عيد في كتابه «تموزيون لكن شعراء” أن يتناول أسطورة تموز في شعر سبعة من شعراء الحداثة هم: بدر شاكر السياب، أدونيس، خليل حاوي، يوسف الخال، فؤاد سليمان، غسان مطر وفؤاد الخشن. وتموز أو تموزي هو الإله البابلي الذي أحبته عشتار، فمثلا في علاقتهما دورة الطبيعة الفصلية ومسألة الخصب في الطبيعة والبشر يقابلهما عشتروت (أو عشتار) وأدونيس الفينيقيّان، وقصتهما مختلفة عن قصة عشتار. لكن مرامي القصتين واحدة تقريبًا، عشتار هي التي ترمز إلى الخصب في حين أن تموز (أدونيس) يحمل معنى الانبعاث».
وكانت كلمة الدكتور سهيل مطر فقال: «احتلّ الخوف الأرض، ولّد آلهة كبيرهم تموز، لاح لسبعة شعراء، ولوح ليوسف عيد، فإذا بهم جميعهم في غليان وغضب. الحروف، الكلمات، القصائد، تتسابق إلى الثورة، يحطمون، يكسّرون، يولدون، إنه الطوفان الأقسى ضد التقليد والجمود والموت. هذا هو الكتاب، أما الكاتب… يوسف عيد، فهو الأساس، وهو الجوهر، فتعالوا، أيها الأصدقاء، نتعرّف إليه باعتقال ملامحه الخاصة، الحميمة، المختلفة والعميقة».
بعد ذلك، تحدثت المهندسة والشاعرة ميراي شحاده التي قالت: «وشم على رئة الصباح وبوحِ مواعيدِ فجرٍ وأسرارِ شاعرٍ يوسفيّ كورانيّ جوّال، يحطّ عصفورُه الدوري على فنن آخر وسيمفنويّة تمّوزيّة يعزفها مفتتحاً إيّاها على صوله العالي المجيد، لا تطالها سلالم، شرقيّة عربيّة هي ديادنها، وممتلئةٌ زاخرةٌ بذاكرة سبعة من الكبار وسنابلِ قمحهم المدرار؛ نثروا ذرّاتِهم الولهى فأضنت حروفهم سياج الوجود وأرّقت أحلامهم قوافل الريح فانتقلوا بنا إلى كونهم الرحيب لا بل إلى روض عطور وجدهم تفوح اليوم مياسمها من البعيد البعيد».
من جهته، ألقى الدكتور يوسف عيد كلمة شكر فيها الحضور وقسمها إلى ثلاثة: الكلمة الأولى كيف بني الكتاب، الكلمة الثانية تحية شكر للدكتور جان توما الثالثة تحية شكر للمنتدين.
ساسين
في الختام، ألقى ممثل وزير الثقافة كلمة جاء فيها: «ها أنذا على شاطئ الكتاب، تلفح وجهي نسمة مالحة تهبُّ من العنوان الذي استفزّ في وسطه استدراك «ولكن» حاجزًا بين تموز والشعر. ولقد كدت عنده أن أمسك دهشتي بالقبضتين، لولا أن نمّت المقدّمة عن المعنى المقصود، عبر المقابلة التي احتوتها بين موقف الحداثة وموقف التراث من علاقة الشعر بالفلسفة. تلك مسألة جديرة وحدها بنقاش مستفيض، لكنني انطلق منها لأكرر ما اعتقد به من أن الشعر تموزي بطبيعته، لأن كل قصيدة بحد ذاتها خلق آخر للوجود، ورؤية معرفيّة متجددة على الدوام، لا بالكتابة فحسب، بل بالقراءات المتعددة لها، حتى لتضع أشياء الحياة على شفا حُرفٍ هارٍ بين الفوضى والنظام. وفي هذا انتساب لها حميم إلى الفلسفة، وإن جاء خاليًا من التنظير المدرسي ومستمسكًا عوض ذلك بقيمة الحرية. هكذا أيضًا عرفها التراث مع حداثويين تاريخيين، لعلّ أشهرهم أبو نواس»…
أضاف: «ومن على شاطئ الكتاب أيضًا تتدافع أمام عيني كأمواج البحر أسماء الشعراء الذين تناولهم البحث، فإذا كلهم، باستثناء الستاذ غسان مطر، أطال الله عمره، من أركان مجلة شعر، وهذا أورده المؤلف بشكل واضح، مبيّنًا أثر هذه الحركة الشعريّة على كلّ مفاهيم الحداثة بمختلف تجليّاتها».
ختم: «مهما يكن من أمر، فالكتاب فتح في عالم البحث الأدبي، تجدر قراءته، إنني أهنئ الدكتور عيد على جهوده الأكاديمية التي تكشف عن أصالتها في هذا الكتاب، وأشكر الأستاذة ميراي على عطائها الثقافي الباذخ، وأنقل لكم في النهاية تحيات معالي الوزير».