تأثير ولادة الطفل الثالث على شخصية الطفل الثاني: فهم متلازمة الطفل الأوسط وكيفية التعامل معها
الجمعة 17 تشرين الثاني 2023

هل ستؤثر ولادة طفل ثالث على شخصية الطفل الثاني؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من الآباء والأمهات.إذ يعتقد بعض علماء النفس، بما في ذلك الطبيب والمعالج النفسي «ألفريد أدلر»، أن وضع الطفل في ترتيب الولادة يمكن أن يؤثر على شخصيته ونتائج حياته. كما يشير أدلر إلى «متلازمة الطفل الأوسط» أو «عقدة الأخ الثاني» كظاهرة تؤثر على بعض الأطفال الذين يولدون في الوسط.
مفهوم متلازمة الطفل الأوسط يعتمد على فكرة أن الأطفال الذين يولدون في الوسط يطورون خصائص شخصية مختلفة عن إخوتهم الأكبر سنًا والأصغر سنًا. ومع أن هذه الفكرة لاقت انتقادات، إلا أن الطفل الأوسط يشعر عادة بالإستقلالية ويكتسب مهارات تفاوض قوية. ومع ذلك، يمكنه أيضًا أن يشعر بالإغتراب والغيرة من إخوته الأكبر سنًا الذين يحصلون على الإنتباه بسبب إنجازاتهم والأصغر سنًا الذين يحظون برعاية أكبر.
من خصائص الطفل الأوسط أيضًا الشعور بالتنافس مع إخوته، حيث يمكن أن يدفعه وجود إخوة آخرين للتنافس على الإهتمام والتميز في مختلف المجالات. بالمقارنة مع إخوتهم، قد يكون لديه شعور بالإستقلال والحرية، ولكن في بعض الحالات قد يشعر بالضياع داخل الأسرة.
تاريخيًا وثقافيًا، يعتبر الطفل الأوسط موضوعًا يثير الكثير من التفكير، ولكن يجب أن يتم التعامل مع هذه الأفكار بحذر وأن يتم فحصها بناءاً على حالة كل طفل بشكل فردي.
باهتمام الوالدين بالأطفال، يمكن للطفل الأوسط أن يتمتع بحرية إضافية في استكشاف سلوكيات المخاطرة. عندما تكون القيود الأبوية أقل، قد يدفع الأطفال الأواسط نحو تجارب أكثر جرأة، مما يعزز حسهم بالحرية.
يتطلب من هذا الطفل تطوير مهارات اجتماعية تمكنهم من التفاعل بفعالية مع أفراد العائلة، سواء كانوا أكبر أو أصغر سنًا، ويبنون هذه المهارات في سنوات مبكرة.
بسبب معاناتهم من متلازمة الطفل الأوسط، يتعلم هؤلاء الأطفال بسرعة كيفية التكيف مع الآخرين، والمشاركة في كل شيء، بدءًا من الألعاب وصولاً إلى اهتمام الوالدين، كل هذا يجعلهم ماهرين في فن المشاركة والتفاوض.
قد يواجهون تحديات في فهم قيمتهم الذاتية نتيجة للإهمال الذي يمكن أن يعرّضهم لخطر خفض مستوى احترام الذات والشعور بعدم الكفاية. ومع ذلك، يمكن أن تؤدي روحهم المستقلة ومرونتهم إلى تشكيل شخصيات قوية.
في مرحلة المراهقة والبلوغ، تتطور سماتهم بشكل إيجابي وسلبي. يمكن أن تكون مهاراتهم المستقلة ذات فائدة في مجالات العمل التي تتطلب التفاعل الفردي والجماعي. كما يمكن أن تظهر مهاراتهم في التفاوض والمرونة نتائج إيجابية في العلاقات الشخصية والعلاقات التجارية.
على الرغم من فوائد النظرية التي تتناول تأثير ترتيب الميلاد، إلّا أنها تتعرض لانتقادات بسبب عوامل منهجية مثل تجاهل العمر والعرق في بعض الدراسات. كما أن عدم مراعاة عوامل أخرى مثل جنس الأشقاء، والفارق العمري، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، يمكن أن يؤثر على دقة النتائج والاستنتاجات.
كيف يمكن تجنب متلازمة الطفل الأوسط؟
إذا كان لديك طفل أوسط، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيظهر سلوكيات متلازمة الطفل الأوسط عند النمو. هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعدك في تعزيز صحة وسعادة وثقة طفلك، وفيما يلي بعض النصائح للتعامل مع هذا الوضع:
1. عامل طفلك كفرد مستقل:
– اكتشف مجموعة الخصائص الفريدة التي يتمتع بها طفلك.
– أظهر اهتماماً بأنشطته وهواياته.
– اسمح له بالتعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية.
2. اقضِ وقتًا ممتعًا مع طفلك:
– حدد وقتًا خاصًا في اليوم لتكريسه لطفلك.
– هذا يساعد في بناء علاقة قوية وتأكيد أهمية علاقتك معه.
3. تجنب مقارنة الأطفال:
– امتنع عن استخدام أمثلة أطفال آخرين للمقارنة مع طفلك.
– قدّر جهوده وتحقق من مشاعره دون الحاجة للتنافس.
4. تجنب التصنيف:
– حتى إذا كانت هناك سلوكيات تشبه الطفل الأوسط، تجنب التعبير عن ذلك بشكل صريح.
– يساعد ذلك في تفادي إيجاد صورة سلبية للطفل.
5. قدم الطمأنينة:
– عند وقوع أخطاء، أكد أن العقوبة لا تتعلق بإخوته.
– شرح الأسباب وراء العقوبة يساعد في فهم الطفل للموقف بشكل أفضل.