بدران خلال تخريج طلاب الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا: الاستثمار في الجامعة اللبنانية أحد أبرز أوجه الإصلاح
الأربعاء 27 أيلول 2023

نظم المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية حفل تخرج طلابه من حملة شهادة الدكتوراه من المعهد العالي، برعاية رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، في قاعة المؤتمرات – حرم الجامعة اللبنانية – الحدت في حضور عمداء الجامعة والاساتذة والطلاب وذويهم.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة اللبنانية القى كلمة الخريجين الدكتور شربل بو حنا.
العميد مبيض
ثم القى عميد المعهد البروفسور نزيه المبيض كلمة قال فيها:«يسعدني أن أرحب بكم جميعا للاحتفال بتخرج طلاب المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا – الجامعة اللبنانية. إن مشاركتكم معنا اليوم تضيف قيمة كبيرة لهذه المناسبة الخاصة وهي دعم للمعهد ولكل الأفراد الذين يعملون فيه جاهدين لتحقيق التفوق والتميز. إنها نيل شهادة الدكتوراه هو إنجاز عظيم يستحق الاحتفال ونحن كلنا فخر واعتزاز بمسيرة طلابنا العلمية والبحثية.
إن المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا كان وما يزال يستقطب الباحثين والطلاب من مختلف الميادين العلمية المتقدمة. فلهم إنجازات مميزة على الصعيدين الوطني والعالمي من براءات اختراع وجوائز علمية ومشاركات بأبحاث قيمة في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية. كما كان لهم دور أساسي في مكافحة جائحة كورونا وعملوا ليل نهار على إجراء فحوصات الـ«بي سي آر». ولا أخفي عنكم توجسي يوم استلام العمادة منذ سنة عن كيفية الحفاظ على هذا الإرث القيم والمضي به إلى الأمام».
اضاف:«استكملت هذه الإنجازات خلال العام 2022 – 2023، وفيما يلي نظرة سريعة على بعض منها:
1- بداية سعينا إلى زيادة عدد البرامج المشتركة مع الجامعات الأجنبية بشكل عام والجامعات الفرنسية بشكل خاص. في هذا السياق سنقوم بإطلاق برنامج دكتوراه مشترك مع جامعة Lorraine وآخر مع جامعات Ulco Amiens Artrois. بالإضافة إلى ذلك بدأنا بالتواصل مع جامعات أخرى مثل جامعات Aix Marseille و Lille لإنشاء برامج دكتوراه مشتركة أيضا في جميع تخصصات المعهد التي تضم: الطب، طب الأسنان، الصيدلة والصحة، العلوم، الهندسة، التكنولوجيا، الزراعة، وحتى الهندسة المعمارية.
2- وكالعادة كان مختبر الميكرو بيولوجيا السباق في فحص مياه الآبار بعد بدء تفشي الكوليرا في بعض المناطق والأقضية وبالتنسيق مع وزارة الصحة.
3- كما كان من الأولويات التعاون مع المختبرات البحثية في القطاع الخاص على سبيل المثال المختبر المتواجد في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال CCIAT وذلك عبر تفعيل الشراكة معه في السنوات القادمة لاستقطاب طلاب دكتوراه المعهد.
4 – وأنشأنا موقع إلكتروني على صفحة المعهد لتقديم ملف الترشح أونلاين ونسعى إلى تطويره لتسهيل جميع الخدمات بما في ذلك الملفات المتعلقة بالمناقشات وغيرها.
5- كما أننا درسنا خرائط أولية لبناء مبنى مستقل لمركز العزم للبيوتكنولوجيا والميكرو بيولوجيا في منطقة الشمال ضمن مجمع المون ميشال. تمت هذه الخطوة بعد جولات من التشاور مع مهندسين ومسؤولي المختبرات ونتطلع إلى تحقيق هذا المشروع الهام في المستقبل القريب.
6- على الرغم من التحديات التي واجهتنا استكملنا تلبية الاحتياجات المادية للمراكز البحثية والمختبرات العلمية بقدر الإمكانيات المتاحة من خلال إجراء الصيانة في بعض المختبرات وشراء المواد الضرورية لها وتعاونا مع المجتمع المدني والعديد من الشركات المحلية لجذب الدعم المالي للطلاب أثناء دراستهم في لبنان فلهم منا جزيل الشكر.
7- لا يزال دعمنا للمؤتمرات والندوات والأنشطة العلمية مستمر ومن ضمن هذه النشاطات معرض بيروت الدولي للابتكار BIS 2023 الذي سيقام في المعهد في الحدث في الخامس والسادس من شهر تشرين الأول.
8- تكتمل إنجازات هذا العام بحفلنا هذا بعد أن حرم المعهد من تخريج الطلاب خلال السنوات الأخيرة بسبب الظروف الصعبة ومنها جائحة كورونا مع الشكر الجزيل لكل من ساهم في تنظيم هذا الحفل».
واردف:«كل هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا توفيق من الله ولولا توفير الدعم والتوجيه من رئيس الجامعة اللبنانية البروفيسور بسام بدران ومن هنا نود أن نعبر عن امتناننا وتقديرنا العميق لكم حضرات الرئيس.
حقا إنها تفانيكم وجهودكم الجبارة في إدارة الجامعة اللبنانية وخصوصا في هذه الظروف الإستثنائية والاقتصادية الصعبة تساهم في ضمان استمرار تقديم التعليم العالي ذي الجودة وكذلك في تحقيق التقدم والتميز للجامعة اللبنانية على الصعيدين الوطني والعالمي. لكم منا كل الثناء والتقدير ونأمل أن تستمر الجامعة في تحقيق المزيد من الإنجازات الكبيرة تحت قيادتكم الحكيمة وفي هذه المناسبة أود أيضا أن أعبر عن شكري العميق لكم حضرة العميد فواز العمر على دوركم البارز في إدارة المعهد العالي للدكتوراه. لقد كنتم رمزا للالتزام والإخلاص للحفاظ على مستواه المتميز وبذلتم جهودا كبيرة في تطويره وفي تشجيع وتحفيز الأساتذة المشرفين والطلاب الباحثين على تحقيق مشاريعهم البحثية وتركتم بصمة لا تنسى ستظل مزروعة في قلوب الجميع».
وتابع:«إنها متابعة طلاب الدكتوراه وتطوير وتعزيز البحث العلمي لا يكتملان إلا برعاية مدراء مراكز البحوث وأعضاء المجلس العلمي ورؤساء المختبرات البحثية والأساتذة المشرفين فشكرا لكم جميعا لتضحياتكم الجمة في هذه الظروف الصعبة شكرا لجهودكم التي تبذلونها في نقل خبراتكم ومعرفتكم العميقة إلى الأجيال الصاعدة من الباحثين. قدمتم دعما لا يقدر بثمن ولديكم دور مهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم البحثية وكلنا ثقة بأنكم ستستمرون في توجيه الأجيال نحو تحقيق إنجازات أكبر ونشر بحثي مميز كما أنه لا يسعني إلا أن أشكر الموظفين والمدربين على جهودهم في خدمة المؤسسة فدورهم لا يقل أهمية عن أي دور آخر فهم عمادة هذه الجامعة وركيزتها».
أهالي الخريجين هذا اليوم هو يوم خاص لكم ولأبنائكم. زرعتم فحصدتم. إن حصول أبنائكم على شهادة الدكتوراه يعكس العزم والاصرار الذي يتحلون به وهو أيضا نتيجة دعمكم اللامتناهي وتفانيكم في توجيههم نحو النجاح والتفوق. تذكروا دائما أنكم جزء لا يتجزأ من هذا الإنجاز العظيم ونشارككم الفخر والسعادة في هذه اللحظات المميزة.
وتوجه الى «الخريجين المحتفى بهم زملاء المستقبل» وقال:«نحن ندرك التحديات والجهود التي بذلتموها خلال هذه المرحلة الطويلة المليئة بالعقبات. تخرجكم اليوم هو نتيجة للتفاني والعمل الجاد والدؤوب الذي يعكس تصميمكم وعزمكم على التفوق في ميدان البحث العلمي. تذكروا دائما أن العلم هو أداة قوية تسهم في تحقيق التغيير والتقدم في المجتمع وأنتم الآن ركيزة أساسية للحياة العلمية والمعرفية في لبنان . كلنا فخر بكم وأمل لرؤية مساراتكم المهنية المشرقة والمليئة بالإنجازات العلمية استمروا في تحقيق الأهداف والمضي قدما في رحلتكم البحثية».
وختم:«هذا اليوم ليس نهاية الرحلة بل هو بداية جديدة مليئة بالفرص والتحديات نثق بقدراتكم ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لكل ما فيه خير لتحقيق أهداف رسمناها ورسالة تبنيناها».
بدران
والقى راعي الاحتفال البروفسور بدران كلمت قال فيها:«نلتقي اليوم في حصاد ذهبي جديد، فمواسم الحصاد في جامعتنا الوطنية لا يرتبط بتنوع الفصول، فربيعها يبدأ مع بداية العام الجامعي زرعا علميا ومعرفيا في عقول الناشئة وحصادا يوميا. وعلى مدار السنة، يتمثل بإنجازات وتمايز أساتذتها وتفوق طلابها وخرجيها في شتى الميادين على الصعيد الوطني وفي بلاد الاغتراب».
اضاف:«إن ما يميِز حفل التخرج اليوم هو أن الجامعة اللبنانية تتشارك هذا الفرح بتتويج كوكبه من حملة شهادة الدكتوراه في الاختصاصات العلمية والطبية والهندسية والزراعية، مع جامعات أوروبية عريقة. إضافة إلى بعض المؤسسات والجمعيات الحاضرة بيننا ساهمت مساهمة فعالة في دعم مسيرة من نحتفل بتخرجهم اليوم، فإلى هؤلاء جميعا كل الشكر والامتنان على إيمانهم بقدرات شابات وشباب لبنان الجامعي.
إن أبرز التوجهات التي يُجسدها هذا التخرج هو أن الجامعة اللبنانية تتقدم بشكل مستمر في عملية الانتقال من مرحلة التعليم وتحصيل المعلومات إلى مرحلة البحث العلمي المنتج الذي يسمح بتحريك مسارات التنمية على كل الصعد من جهة، ويمكِن الجامعة من الحفاظ على مركزها العلمي المتقدم محليا وعربيا ودوليا».
وتابع:«ولأننا نمثل الرقم (1) على الصعيد المهني والرقم (2) على الصعيد الأكاديمي محليا، سنعمل جاهدين لتعزيز استراتيجية الجامعة المنتجة عبر تعزيز متطلبات البحث العلمي وتطوير مراكزها البحثية التي أثبتت فعاليتها ونجاحها في التصدي لجائحة كورونا، إضافة إلى نجاحات مجموعة كبيرة من أساتذتها وباحثيها الذين يستمرون في تسجيل براءات الاختراع في كل ميادين المعرفة».
وقال:«إننا في هذه المناسبة ندعو إلى تعزيز موازنة الجامعة اللبنانية لتمكينها من تعزيز موازنات البحث العلمي التي تراجعت كثيرا بفعل الأزمة الحالية، لذا نكرر الدعوة إلى المسؤولين بضرورة ربط البحث العلمي بمشاريع الدولة وكافة وزاراتها ومؤسساتها إضافة إلى تفعيل آليات دعمه لضمان تصنيف الجامعة وبقائها في موقعها المتقدِم، إضافة إلى إقرار نظام إعفاءات ضريبية لقطاعات الإنتاج، يرتبط بالتقديمات المالية والتجهيزات والمعدات والمواد الضرورية لمراكز الأبحاث في الجامعة اللبنانية. وهذا أحد اقتراحات القواس التي قدَمناها في ورشة العمل التربوي التي انعقدت في مجلس النواب الأسبوع الماضي».
وشدد على ان «الاستثمار في الجامعة اللبنانية، وتحديدا في كفاءاتها العلمية والبحثية والمهنية، هو أحد أبرز أوجه الإصلاح الذي تتطلبه المرحلة الراهنة، ذلك أن الخروج من الأزمات الاقتصادية والمالية والصحية والبيئية لا يُمكن أن تتم إلا باشتراك العقول المبدعة في البحث والتخطيط والتنفيذ ومن أولى من الجامعة اللبنانية التي تضم أكثر من أربعة آلاف أستاذ من حملة الدكتوراه والباحثين في مراكز البحث في لبنان ومراكز البحث العالمية، لذلك أكرر دعوتي اليوم إلى كل المعنيين، بأن استفيدوا من جامعتكم الوطنية، التي ورغم كل الصعاب وكل التحديات المعطلة لمسيرته ما زالت تصنف في المراتب الأولى، وأنا أكرر هذه المقولة في كل مناسبة بكل فخر واعتزاز بأساتذتها وموظفيها وكل العاملين فيها الذين بفضلهم تتحقق هذه الإنجازات. لذا أنا أدعو للحفاظ على العقول المبدعة في الجامعة اللبنانية، الذين بدأوا يفكرون بالهجرة إلى أوطان أخرى آمنت بقدراتهم وقدمت لهم متطلبات العيش الكريم الذي بات مهددا في وطنهم الأم».
وختم:«طلاب الأمس، زملاء اليوم، حاملي راية المستقبل، أبارك لكم تخرجكم وأبارك هذا التخرج للأهل الذين يفخرون بكم مرتين، مرة لأنكم حققتم أحلامكم وأحلامهم على السواء ومرة لأنكم تتخرجون من الجامعة اللبنانية الأولى في لبنان والجامعات الأوروبية المشاركة.الجامعة اللبنانية آمانة في أعناقكم، أكملوا مسيرتها وحافظوا على إرثها. عشتم وعاشت الجامعة اللبنانية وعاش لبنان».
ثم وزعت الشهادات على الخريجين والتقطت الصور التذكارية.