موقع متخصص بالشأن التربوي اللبناني

افتتاح المؤتمر العلمي في جامعة البلمند

الثلاثاء 17 تشرين الأول 2023

 

افتتحت جامعة البلمند المؤتمر العلمي الدولي بعنوان:«الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية من القرن الخامس عشر إلى القرن الثامن عشر: نحو فهم دقيق للتاريخ»، والذي نظمه معهد القديس يوحنا الدمشقي في الجامعة، برعاية بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر وحضوره،في أوديتوريوم الزاخم في الكورة، في حضور  الرئيسين ميشال عون  وميشال سليمان، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب ممثلا الرئيس نبيه بري، نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور سعادة الشامي ممثلا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، رئيس جامعة البلمند الدكتور الياس وراق، المطارنة أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس والسادة الأساقفة، وعمداء الكليات في الجامعة، وفاعليات.

بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة، رحب مقدم الحفل الإعلامي ايلي أحوش، بالحضور، قائلا:«شهادتنا في هذا الشرق ختمته بالرجاء، ولونته بالقداسة، صار أيقونة الحب الجبار، الحب الذي يغلب كل موت»، ولفت إلى انه «في الازمنة الصعبة، لم تتعب كنائسنا، وما توقفت أن تكون المنارة. الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية، كنيسة الثبات والقداسة، كنيسة الرجاء والقيامة طبعت هذا الشرق بشهادتها الملهمة، نورها من نوره وعمادها إنجيله، مسحنت بكلماته الأزمنة والمطارح».

وختم :«الحاجة إلى دراسة معمقة للأزمات التاريخية التي عصفت بشرقنا الحبيب وتأثيرها على تاريخ كنيستنا، أوجبت على معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند، وبالتعاون مع المؤسسات الأكاديمية المشاركة من الخارج، حتمت تنظيم هذا المؤتمر العلمي العالمي».

خليل
ثم ألقى الأرشمندريت يعقوب خليل كلمة ترحيبية، تطرق فيها إلى أهمية هذا المؤتمر على الصعيدين الكنسي والعلمي منوها بـ«مشاركة نخبة من ذوي الاختصاص في تاريخ كنيسة أنطاكية الأرثوذكسية». ولفت إلى أن «الدراسات التي ستقرأ، حضوريا أو عن بعد، هي أصيلة من حيث أنها جمعت وحللت معلومات نقبها الباحثون من وثائق ومحفوظات، لا فقط في أرشيف بطريركيتنا والأبرشيات والأديار، بل وفي إسطنبول وبوخارست وياش وكييف وموسكو وروما وسواها من المدن».

وشدد على أن «الدراسات المقدمة تساعد على التحقق من هوية كنيسة أنطاكية التي لم تتغير إلى الآن، والتي تتجلى عبر روح الوحدة التي جمعت بين كل كنائس الشرق الأرثوذكسية منذ الانشقاق الكبير، مرورا برفضها مقررات مجمع فرارا – فلورنسا، وانتهاء بتضامنها زمن غزوة الاقتناص الغربي، كما تبين كيف كان التعاون في البطريركيات الشرقية كافة يتخطى كل حدود مناطقية أو إثنية أو لغوية».

وراق
اما وراق فقال:«إن هذا المؤتمر إنما هو خير دليل على دور لبنان الريادي ليس فقط في التربية والتعليم العالي، وإنما في نشر المعرفة والتوعية بما اختص بتاريخ الأديان السماوية والحضارات الإنسانية التي بدأت مفاهيمها تضمحل وعسى ألا تختفي».

وتابع: «إن جامعة البلمند اليوم، وفي أكثر من أي وقت مضى، تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على المستوى الأكاديمي الجامعي الذي لطالما تميز به لبنان في الشرق الأوسط والعالم. فعلى الرغم من المصاعب الجمة، والأزمات المتكررة، والمآسي اللامتناهية التي كنا ولم نزل نعاني منها في هذا الوطن العزيز، أصرت جامعات لبنان عموما وجامعة البلمند خصوصا أن تلعب دورا جوهريا ليس فقط على الصعيد الأكاديمي وإنما على الصعيد المجتمعي».

وشدد على أهمية قيام الجامعات بدورها قائلا:«نعم حين تقوم الجامعات بهذه الرسالة، ينتفي وجود الظالمين، ويختفي حضور أباطرة الحرب، حيث نشهد أن العالم اليوم محكوم بجنون العظمة لحكام موتورين يعشقون الحروب ويعبدون إراقة دماء الأبرياء ويحيون لاغتصاب ثروات الطبيعة والبشر لإشباع شبقهم بالسلطة والنفوذ والمال».

وختم:«أود أن أرحب بكم مجددا في رحاب هذا الصرح العلمي المقدس داعيا رب العالمين أن يجعلنا قادرين على إبقاء كلمة الحق في أقوالنا، وترسيخ نور الإيمان في عقولنا، وتجسيد الرحمة في قلوبنا».

يوحنا العاشر
من جهته، قال يوحنا العاشر:«إن الفهم الدقيق للتاريخ يرتكز على القاعدة العلمية التي تعتبر أن التاريخ ليس وجهة نظر، بل مجموعة من الوقائع والأحداث التي ندرسها لنستبين ما حصل بالفعل، فنستخلص العبر.تظل كنيسة أنطاكية، البطريركية الرسولية، والكرسي البطرسي الأول، كنيسة المشاركة والشورى والانفتاح والسلام. وهي تبقى كنيسة لها موقعها ومرجعيتها بين الكنائس».

وتابع:«فبطاركة أنطاكية منذ القرن السابع عشر أمثال ملاتيوس كرمة، ومكاريوس الثالث ابن الزعيم، وأثناسيوس الثالث دباس، لم يألوا جهدا جهودا من أجل تثقيف الرعية وتأمين احتياجاتها والحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي، فأسفرت جهودهم عن قيام نهضة رعائية وتجديد ثقافي وروحي في بطريركية أنطاكية.من الباب الأخوي أترك للذين تركونا وانضموا إلى الغرب، وفق اتفاق سمح لهم بالمحافظة على طقوسهم والإبقاء على النظام البطريركي، تقييم نتائج خيارهم».
‏  
وتوقف عند اختطاف المطرانين قائلا:«وكيف لي ألأ أعبر عن الألم الذي يعتصر قلوبنا بشأن قضية مطراني حلب يوحنا ابراهيم وبولس يازجي المخطوفين منذ نيسان 2013. إن هذا الجرح النازف في جسد الكنيسة الأنطاكية، لن يندمل قبل معرفة مصيرهما، وسيبقى خطفهما في تاريخنا صورة موجعة لما يعانيه إنسان هذا المشرق من قهر».

و دعا «إخوتنا في المواطنة جميعا، من أجل أن نعمل معا لصياغة رؤية تحترم التعدد الذي يزخر به هذا البلد وتمايز الجماعات فيه،ولصيانة وحدة لبنان التي تبرز ما عندنا من قيم، ولا تحول الطائفية إلى أداة للفساد والإفساد ولتعطيل الحكم وإيقاف عجلة الدولة، وقهر المواطنين».

وختم:«نحن أبناء هذه الأرض، ولا نسعى  لحمايات أجنبية فيها، بل نسعى لترجمة تعاليم الإنجيل في هذه الأرض، ولنقل لطف المسيح وسلامه أينما حللنا.نحن هنا لنبني هذه البلاد على قيم المحبة والأخلاق الكريمة مع كل الخيرين وأهل الإخلاص، نحن كتلة محبة ولسنا كتلة طائفية».

ثم عقدت المحاضرة الأولى بعنوان «اتحاد فلورنسا وكنيسة أنطاكية: مراجعة تاريخية»،قدمها البروفسور قسطنطين بانشينكو من جامعة موسكو الحكومية.

إشارة الى أن جلسات المؤتمر مفتوحة للجميع وستستمر يومي الثلاثاء والأربعاء في 17 الحالي و18منه في قاعة البطريرك اغناطيوس الرابع في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند والتي ستتوزع محاورها إلى أربعة: المحور الأول:«السياق التاريخي والسياسي»، المحور الثاني:«النشاط الفكري والثقافة»، المحور الثالث:«العلاقات مع سائر الكنائس والشعوب الأرثوذكسية»،  المحور الرابع:«الحياة الكنسية».