استمرار فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب لليوم الرابع على التوالي
السبت 4 تشرين الثاني 2023

تستمر فعاليات الدورة 42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، لليوم الرابع على التوالي، من خلال تنظيم العديد من اللقاءات وورش العمل والندوات تستهدف مختلف الفئات العمرية، ومن ضمنها جلسة حوارية بعنوان «إلى أي مدى وصل حلم البشر بالتوجه إلى الفضاء»، أشاد خبير العلوم وصانع المحتوى الكوري، أوربت، بالنجاح الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الفضاء خلال الآونة الأخيرة، بعدما نجحت في إطلاق مسبار الأمل إلى المريخ، وبالتالي أصبحت الدولة الخامسة على مستوى العالم في إنجاح تلك المهمة بعد الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والهند، مشيراً إلى أن التطور السريع الذي حققته دولة الإمارات في صناعة الفضاء.
وقال :«في غضون 20 عاماً فقط، قفزت دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت تتعاون مع كوريا الجنوبية في بناء الأقمار الصناعية، إلى أن تصبح قوة فضائية عالمية، بينما أصبحت كوريا الجنوبية الدولة السابعة عالمياً في امتلاك صاروخ فضائي خاص بها».
وأضاف:«إن دولة الإمارات تعد شريكاً استراتيجياً لكوريا الجنوبية في مجال تكنولوجيا الفضاء، وأظهرت الإمارات نموًا هائلاً في هذا القطاع خلال فترة وجيزة بعدما أذهلت العالم بتحقيق إنجازات ملموسة منها إطلاق القمر الصناعي «دبي سات 1» عام 2009، و«دبي سات- 2» عام 2013 بالتعاون مع كوريا، كما تم تأسيس وكالة الإمارات للفضاء عام 2014، وفي عام 2018 أطلقت قمراً صناعياً باسم خليفة سات».
ولفت إلى أن كوريا وقّعت مع دولة الإمارات اتفاقية خاصة بمذكرة التعاون المُعدلة حول التشارك في استكشاف واستخدام الفضاء مع وكالة الفضاء الإماراتية، وتستهدف توسيع التعاون ليشمل مجالات استكشاف الفضاء للأغراض السلمية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، والملاحة عبر الأقمار الصناعية، ومراقبة الأرض، واستخدام المحطات الأرضية.
وقال الخبير الكوري: «إن اهتمامات جمهورية كوريا الجنوبية تتركز على استكشاف القمر، حيث أطلقت أول مسبار قمر باسم دانوري، وينقسم هذا المسبار إلى 3 مركبات؛ إحداها مدارية وأخرى للهبوط وثالثة استكشافية»، مشيراً إلى أن «المسبار أطلق بمعدات مختلفة منها مطياف أشعة جاما للتحليل الطيفي لأشعة جاما، وجهاز لتجربة الإنترنت على الفضاء، وجهاز لقياس المجال المغناطيسي، وكاميرا للتصوير الاستقطابي لتحليل تأثير جسيمات سطح القمر والأشعة الكونية، فضلاً عن كاميرا عالية الدقة لالتقاط فيديو لاستكشاف الأماكن المرشحة لهبوط مركبة على سطح القمر».
وأكد أوربت أن «الفضاء ليس مجرد مسألة مصلحة وطنية؛ بل هو تحدٍ لكل البشر بأكملهم للتعامل معه سوياً، وهو أمر يتطلب خيالاً لا حدود له يتجاوز المستحيلات».
التجربة البرتغاليّة
كما تناول كبير الباحثين في المركز المشترك بين الجامعات لتاريخ العلوم والتكنولوجيا، في جامعة لشبونة خورخي فلوريس، التجربة البرتغاليّة في منطقة الخليج بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، وذلك خلال جلسة جاءت تحت عنوان «الإبحار في الخليج في القرن السادس عشر: التجربة البرتغاليّة”؛ تتطرق فيها الى عدد من المحاور، كالرحلة من غوا في الهند إلى منطقة الخليج العربي والعودة بين العامين 1520 – 1521، والحملة العسكرية إلى القطيف في العام 1551، إلى جانب الحديث عن ضحايا محاكم التفتيش البرتغالية في المنطقة في ستينيات القرن السادس عشر.
واستشهد خورخي بالعديد من المصادر التاريخيّة والمخطوطات والأوراق البحثيّة التي تُعرض اليوم في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مشيراً إلى أنّ العلاقات بين البرتغاليين وحكام منطقة الخليج آنذاك تشكّلت في بادئ الأمر عبر المراسلات الدبلوماسية والسياسيّة، إلى جانب الرغبة في التجارة واستكشاف مناطق مختلفة مثل مسقط وخورفكان، بحثاً عن موارد طبيعيّة كانت تعتبر من أهم الموارد المستخدمة في تشييد القلاع والسفن الكبيرة، وفي مقدمة ذلك الخشب والحديد.
وانتقل للحديث عن الحملة العسكرية إلى القطيف والتي تمّ على إثرها الاستيلاء على قلعة القطيف بأمر من دوم أفونسو نائب ملك الهند، مستعرضاً زوايا متعدّدة لهذه الحملة وما أثّر عليها، من المناخ والملاحة، إلى الجوانب الدبلوماسيّة.
ويقدّم معرض الشارقة الدولي للكتاب 2023 الذي تستمر فعالياته لغاية 12 نوفمبر 2023 أكثر من 60 قطعة أثرية، من المخطوطات والكتب النادرة والنقوش والخرائط والأدوات البحرية والأعمال الفنية ومواد الاستخدام اليومي، من بينها إسطرلاب نادر يعود إلى القرن الـ17، استخدم أثناء الملاحة لإجراء قياسات أكثر دقة لمواضع النجوم، وخريطة للخليج العربي وغرب المحيط الهندي، رسمت عام 1571.
فن القيادة
وحول «فن تحديد الأهداف والقيادة»، اقيمت ندوة شارك فيها كل من الكاتب والمتحدث الإيرلندي فيفيان جيمس ريجني، والكاتب ومدرب التطوير الذاتي الكويتي سعد الرفاعي وقدمتها الدكتورة ولاء الشحي.
اعتبر فيها جيمس أنه «علينا أن نكون فضوليين، لأن العالم لا ينتظر ويشهد تغيرات كبيرة على مختلف نواحي الحياة، لذلك علينا أن نقشر الضغوطات من أرواحنا وأنفسنا كما نقشر البصل، من خلال حرية التفكير والحوار والتحدث الدائم، وإيجاد نوع من الوضوح والسلام في عقولنا وقلوبنا».
بدوره راى الرفاعي:«إن من يملك الفكر وحريته يستطيع مواجهة الصعاب»، وأوضح أن «تحقيق الأهداف ليس هو خط النهاية، فالمصاعب لا تتوقف، لكن علينا فهم الظروف وفهم أنفسنا وإيجاد طريقة للاستمرار دون تراجع أو استسلام».
اللغة العربية
وفي ندوة بعنوان «واقع اللغة العربية في أوروبا تعليمًا وإنتاجًا» ثمّن عدد من الأكاديميين والباحثين العرب والأجانب الدور المهم الذي يلعبه المستشرقون في نشر اللغة العربية في أوروبا، وقدموا تجربة بولندا وإيطاليا كنموذج في الإقبال على تعلمها، مشيرين إلى أن عدد دارسي اللغة العربية فيهما ارتفع على مدى ثلاثين عامًا إلى أرقام قياسية، وكشفوا أن الشغف كان سر ازدهار اللغة العربية في الغرب.
الوكيل الادبي
وعن «الدور المتطور للوكلاء الأدبيين في العصر الرقمي»، أكد عدد من مديري ومؤسسي نخبة من أشهر الوكالات الأدبية العربية والدولية، أن الوكيل الأدبي يقوم بدور ثقافي مهم في الحفاظ على التراث الأدبي، ويعمل على مصلحة الكاتب والناشر على حد سواء، وهذا يتطلب منه متابعة دقيقة ومهنية للمعطيات والتفضيلات القرائية، من هنا ينبغي على الكاتب أن يختار بعناية الوكيل الأدبي المناسب له، والذي يفهم طبيعة كتاباته ويرى فيها قيمة أدبية؛ مشيرين إلى أن الوكيل الأدبي المحترف لا يعمل بشكل منفرد، بل يتعاون مع الناشر، ويسعى إلى خلق نجاح مشترك للكتاب، وأنه قادر على جذب المؤلفين إليه بسمعته وإنجازاته.